الى العقول الباحثة (عمر كوكب الارض)
صفحة 1 من اصل 1
الى العقول الباحثة (عمر كوكب الارض)
اخوتى فى الله بداية ننوه ان هذه المادة منقولة
مدة خلق وفناء السماوات والأرض هو 7 مليار سنة، ستة مليار عام مدة الخلق وتحور الحياة معا، والمليار السابع هو يوم القيامة ( وليس الخلق بمعنى البدء فقط وإنما معناه مدة الخلق والحياة كلها كما سنوضح ذلك لاحقا ).
يقول المولى عز وجل { إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } [الأعراف : 54]، بمعنى أن الخلق لم يحدث في لحظة رغم أن الله قادر على أن يقول للشئ كن فيكون { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [يس : 82]، أيضاً { وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ } [القمر : 50]، وإنما استغرق أياما للدلالة على منطقية تطور الخلق ( وسنوضح لاحقا ماهية الأيام )، ثم يحدد الله أن خلق الأرض سبق تسوية السماوات { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [البقرة : 29]، ثم يفصل الله ذلك تفصيلا ويبين الأطوار والتوقيتات { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ / وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ / ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ / فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } [فصلت : 9-12].
ملحوظة : خلق الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض ليس بمعنى الفطور فقط ( مدة الصنع ) وإنما فطور وتطور حتى الهرم ( بمعنى العمر كله )، أي أنه ليس مرحلة بدء الخلق فقط ( النشأة / الولادة ) وإنما دورة الحياة بكل ما فيها من أطوار، والدليل أن سياق الآيات السابقة أن المسألة مسألة تطور خلق وليس خلق في لحظة، وإنه مقسم لعدة مراحل، وسيتأكد لكم ذلك عند قراءة { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [فصلت : 9]، هذا يعني أن خلق الأرض في يومين وليس في ستة أيام، فهل يعني ذلك أن هناك تضادا ؟ كلا، ولكن مراحل الخلق بمعنى مراحل الحياة، ودليل أخر { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا } [فصلت : 12]، واضح من الآية قضاء السماوات وتقسيمهم في سبع سماوات في يومين وليس خلقهم، وهذا تأكيد أخر على أن المسألة ليست خلق بمعنى مرحلة الإنشاء وإنما خلق بمعنى مدة وجود الخلق من تطور وتحور وأقسام ومراحل ...
معنى ذلك أن تقسيم زمن ( خلق ـ حياة ـ دورة ـ تطور ) السماوات والأرض كان كالتالي:
1- يومان لخلق الكوكب ككتلة من اللهب يغلفه سماء من دخان رهيب ( ملياران من السنين ).
2- يومان آخران بالإضافة لليومين الأولين ( إجمالي أربعة أيام ) لبرود القشرة الأرضية ولتقدير الأقوات والأرزاق والمعادن ورسو الجبال ..إلخ .( إجمالي أربعة مليارات من السنين ).
3- يومان لتسوية السماوات ( ملياران من السنين ) = ( إجمالي ستة مليار عام ).
= إجمالي الأيام الست، ثم مرحلة الموت وهي اليوم السابع أي يوم القيامة ( سبعة مليارات عام ).
لقد أكد علماء الفلك على أن الأجرام السماوية لا تنشأ في طرفة عين، وإنما يستغرق الأمر مليارات السنين، فهنالك دورة حياة من ولادة وشباب وتطور ونشاط وهرم وموت، إذن مدة خلق وحياة وتطور كوكب الأرض والمجموعة الشمسية حتى وقتنا الحالي ستة مليار من السنين.
وخلق الأرض استغرق أياماً ( بمعنى أحقاب متعاقبة )، حيث تم تزويد الأرض ومدها بما تحتاج لحياة البشر { وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [النحل : 15]، وتعني أن الجبال ( وليست البراكين والتلال ) كانت سابحة في الفضاء وألقيت على الأرض في أماكن محددة لتحفظ توازنها، أيضاً { وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ } [المؤمنون : 18]، وتوضح أن المسألة ليست المطر الحالي فحسب بل المياه هبطت على الأرض من المخازن الكبرى التي اكتشفوها سابحة في الفضاء، فسكنت الأرض بمعنى كوكب الأرض لأن مطر السحاب يسكن الأرض سواء اليابس أو البحار ولا يخصص له لفظ الأرض فقط، وبالتالي فالمقصود هو كوكب الأرض ككل، ونزول الماء بقدر هذا ما أذهل العلماء حيث أي مقدار زائد أو ناقص كفيل بتغيير وجه الأرض بالكامل، أيضاً { وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ } [لقمان : 10]، تعني أن لله مخازن لأصول الخلق وبث ( أرسل ) عينات منها للأرض كمسألة خلق آدم مثلا الذي خلق في الجنة ثم أرسل إلى الأرض، { وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } [الحديد : 25]، والحديد معروف علميا أن تكونه كمادة يحتاج لحرارة أربعة أضعاف قوة حرارة شمسنا مما يوضح أنه خلق في مكان آخر ليس خارج الأرض فحسب بل خارج المجموعة الشمسية بأسرها ثم أنزله الله إلى الأرض.
وكل ما سبق إنما يوضح أن الأرض أخذت في البرود واستقبال مقومات الحياة من مخازن عظمى في أماكن نجهلها.
فرض الحساب والاجتهاد
رغم انعدام ما يملكه الصحابة الكرام من وسائل تقنية لم تكن متوافرة لأهل الماضي، إلا أنهم اجتهدوا بما توافر لديهم وخاضوا في مختلف العلوم، فلماذا اجتهدوا ؟ أليسوا أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم منا وفهموا أن ذلك واجبا مفروضا على الجميع ؟ وما من شك في أن الله فرض علينا التعلم والحساب والاجتهاد لتبين الحقائق فليقرأ القرآن ويستخرج منه كم عَظَّم الله العلماء وحث على العلم، وكم تكرر ذكر الأزمان والأعمار والحساب في القرآن ومدة الخلق في ستة أيام وبالتفصيل، وكمثال واحد فقط من عشرات الأمثلة ، تقول الآية: { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } [الإسراء : 12]، وهذا مثال واحد من عشرات الأمثلة في القرآن الحكيم، ولا ننسى الآية الشهيرة { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } [يس : 39].
مدة اليوم في القرآن (ألف سنة ـ خمسين ألف سنة ـ ألف مليون سنة):
إن مقاييس اليوم تختلف من مكان لمكان، ومن زمان لزمان، ومن موضوع لآخر { وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } [الحج : 47]، { تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } [المعارج : 4]، واليوم في كوكب الأرض طوله 23:56:04 ساعة، أما في الماضي عندما بدأت ككتلة من اللهب وبسبب خفة وزنها عن الوقت الحالي فقد كانت مدة اليوم4:00:00 ساعات فقط ، ساعتان للنهار وساعتان لليل، يوم عطارد طوله 1416:00:00 ساعة، يوم الزهرة طوله 5832:00:00 ساعة، ويوم المريخ طوله 24:37:23 ساعة، ويوم المشترى طوله 9:50:23 ساعة، ويوم زحل طوله10:14:00 ساعة، يوم أورانوس طوله 11:00:00 ساعة، ويوم نبتون طوله 16:00:00 ساعة، ويوم بلوتو طوله 123:00:00 ساعة، يتضح إذا أن اليوم يختلف من مكان لآخر في نفس الزمان، ومن زمان لآخر في نفس المكان، ومن موضوع لآخر، وهكذا..
ورقم 19 المميز في القرآن { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } [المدّثر : 30] اكتشفنا أن حجم وعمر الكون يقارب 19 ألف مليون عام ( لاحظ المضاعف ألف مليون عام بمعنى مليار من السنين )، فعلى ما يبدو أن يوم من أيام الخلق يساوي مليار عام وذلك تساويا وتماشيا مع أرقام الكون الفلكية حيث تشكلت المجموعة الشمسية في ستة مليارات عام، ولكن لاحظ أن المضاعف مليار عام لم يذكر في القرآن والسنة النبوية ليس فقط رحمة بعقول أهل الماضي وإنما أيضاً لعدم معرفتهم بتلك الأرقام التي اخترعناها فيما بعد كالمليون والمليار والتريليون والتريليار والكوادرليون والكوادرليار والديشليون والديشليار، وإن كانت الآيات ذكرت أيام، والأحاديث قربتها إلى آلاف السنين. واضح.
تمهيد الأرض
يقول الله عز وجل { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } [الأعراف : 56]، فإصلاحها أن هيأها الله ليستطيع ابن آدم الحياة فيها، السماء الدخان حولها الله لسماء غازية، وقسمها لسبعة طبقات لكل منها وظائف محددة، ويقول عز من قائل { لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [غافر : 57]، بمعنى أكبر حجما وعمرا، وإن كان أكثر الناس لا يعلمون، بمعنى أنهم مغترون وينسون أنهم لا يساوون شيئا بالمقارنة مع مخلوقات الله الأخرى، وقد سويت الأرض ومهدت تماما وأصبحت ملائمة لاستقبال آدم ونسله في زمن مقداره 6 مليارات من السنين [ الستة أيام ] وجاء الإنسان في آخر لحظاتها، فلاحظ أننا مخلوقين من الأرض { إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ } [النجم : 32]، وقد خصص الله الأرض لنا { وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ } [الرحمن : 10]، وأصبحت مقرا لنا { هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } [هود : 61]، ومهدت لنا تماما { وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ } [الحجر : 19]، { وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ } [الذاريات : 48]، { وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً / لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً } [نوح : 19-20]، { وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } [الأعراف : 10]، حتى القارات لم تتخذ شكلها الحالي وتحولت من قارة " البنجيا " إلى السبع قارات كما نعرفها اليوم إلا منذ 200 مليون عام فقط، وذلك بعد 5800 مليون عام من نشأة الأرض، أي في آخر 3 % فقط من تاريخها، أما الإنسان فقد جاء في آخر الزمان قبل النهاية مباشرة، وللتقريب للذهن فإذا كان عمر الأرض يوم واحد فقط من أيامنا الحالية، فإن عمر الإنسان هو آخر ثانية ونصف .. فقط !!!! أما بعثة النبي فكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( بعثت أنا والساعة وإن كادت لتسبقني ) أخرجه أحمد والطبري بإسناد حسن من حديث بريدة، ولذلك دهشت الملائكة { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [البقرة : 30]، أي بعد كل هذا التحول والتطور والإصلاح في الخلق يأتي من يفسد فيها ! فرد الله { إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } ، ألا يكفي أن تتشرف الأرض بواحد كالحبيب محمد بن عبد الله ؟ بل سخر الله كل ذلك من أجل الإنسان { وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الجاثية : 13]، بمعنى أن كل ذلك مخلوق ومسخر للإنسي كما تذكر الأحاديث القدسية ( يا ابن آدم خلقت كل شيء من أجلك وخلقتك من أجلي ... ) وذلك ليستطيع أن يحيى على كوكب الأرض، حيث أن الإنسي يحتاج لهذه التطورات لأنه من طين وليس من نار كالجني أو من نور كالملائكة، مع أمر من الله بتعمير الأرض وليس إفسادها { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا } [الأعراف : 56]، وأيضا الآية 85 من نفس السورة، ولكن الملعون إبليس اشتط من المخلوق الجديد المكرم، فلم يكتف بالتعجب والانصياع كالملائكة بل حقد وكفر، أما اليوم السابع ( بالنسبة للقرآن ) أو الألف عام السابع ( بالنسبة للحديث النبوي واختلاف الصحابة في الفرق بين6000 و7000 سنة حيث مضى ستة آلاف فما هو الألف السابع الباقي ) إنما هو يوم القيامة ( حتى تتم وتكتمل الجمعة / الأسبوع كما أشار ابن عباس حبر الأمة ) ويطول بناء على ذلك يوم القيامة إلى مليار عام، وكما ورد في الأحاديث أن الناس تدعو الله للفصل بين العباد وإدخالهم النار ( !! )، وذلك من طول موقف يوم الحشر { أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ / لِيَوْمٍ عَظِيمٍ / يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [المطففين : 6]، وقد اختلف العلماء في مدة يوم القيامة، فمنهم من قال أنه في ألف عام، ومنهم من قال بل خمسين ألف عام لأن من الناس من يعبر الصراط وحده في 2000 عام، وأعتقد تماما أنه يطول إلى مليار عام طبقا للسنن الفلكية، هذا والله أعلم.
ملحوظة هامة:
يزعم علماء الفلك أن عمر الشمس هو 5 مليار عام، والأرض 4.5 مليار عام، والأصل ما جاء في القرآن من ستة أيام، فسرها المفسرون بأنها حقب ودهور طويلة، إذن هي 6 مليار عام، ولكن يخفي ذلك علماء الفلك الغربيين حيث أنه لن يعتبر فقط نصرا للإسلام بل هزيمة نكراء للتلمود المفسر للتوراة اليهودية التي تزعم أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام كأيام الدنيا الحالية لدينا الآن 23 ساعة و56 دقيقة و4 ثوان !! وأنه استراح ( حاش لله وتعالى علوا كبيرا عما يقولون ) في اليوم السابع وهو يوم السبت، ويتغافلون عما اكتشفه علماء الفلك وورد ذكره في القرآن من أن مدة دورة كوكب الأرض حول محوره ( اليوم ) كانت عند بدأ الخلق 4 ساعات فقط !!
أما بالبحث ما بين السطور لاستخراج الحقائق التي يراد إخفاؤها فقد ورد بجريدة الخليج عدد رقم 7466 يوم الخميس 28/10/99 تحت عنوان " الحياة أكبر بمليار سنة عن عمرها المعروف " أن عالم الجيولوجيا " أوموتو " من جامعة " بين ستايت " في كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية " ذكر أن عمر صخور " لاتريت " هو مليارين من السنين، وهذا يعني أن الغلاف الجوي تكون منذ مليارين من السنين، حيث أوضح أنه حتى تتكون طبقة " اللاتريت " يجب أن تتوافر عناصر عضوية وجو ملئ بالأكسجين، مما يعني أنه منذ ذلك الزمن ( مليارين من السنين ) كان المحيط الهوائي ( الغلاف الجوي ) قد نشأ ( بمعنى تحول من دخان إلى هواء ) ليتوافر الأكسجين حراً طليقا حتى يدخل في تركيبات صخور " لاتريت " ).
حيث كان العلماء يعتقدون بأن الغلاف الجوي قد نشأ حديثا جدا منذ زمن قريب فقط، أما العامة فيعتقدون أن الغلاف الجوي كهواء نشأ مع نشأة الأرض ولا يفرقون بين النشأتين.
وما يهمنا هو عمر الغلاف الجوي الذي أوضح ذلك عمر صخور " لاتريت " وهو مليارين من السنين (بمعنى يومين) لنتذكر قول الله على تحور السماء في يومين { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ } [فصلت : 12]
ونعيد تفسير الآيات كما فسرناها في أول هذا الفصل بأن الله سبحانه وتعالى خلق كوكب الأرض ككتلة لهب مع سماء دخان في مليارين من السنين ( يومان )، واستمر تشكيل العناصر والمواد من ماء وجبال وحديد وأوكسجين وغيرهم لمدة استمرت ملياران آخران من السنين ( إجمالي أربعة أيام ) حتى بردت القشرة الأرضية وتشكلت الطبقات السبع للأرضين ورست الجبال وثبتت الصفائح القارية، ثم تم تشكيل الغلاف الجوي بتقسيماته السبع على مدى الملياري عام الأخيرة ( يومان ) حتى صار سبع طبقات سماوية، وبذلك يصبح المجموع ستة مليار عام ( ستة أيام ).
{ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ / وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ / ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ / فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } [فصلت : 9-12]، والمسألة ليست أيام كأيامنا الحالية 24 ساعة ، وإنما مليارات السنين.
مدة خلق وفناء السماوات والأرض هو 7 مليار سنة، ستة مليار عام مدة الخلق وتحور الحياة معا، والمليار السابع هو يوم القيامة ( وليس الخلق بمعنى البدء فقط وإنما معناه مدة الخلق والحياة كلها كما سنوضح ذلك لاحقا ).
يقول المولى عز وجل { إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } [الأعراف : 54]، بمعنى أن الخلق لم يحدث في لحظة رغم أن الله قادر على أن يقول للشئ كن فيكون { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [يس : 82]، أيضاً { وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ } [القمر : 50]، وإنما استغرق أياما للدلالة على منطقية تطور الخلق ( وسنوضح لاحقا ماهية الأيام )، ثم يحدد الله أن خلق الأرض سبق تسوية السماوات { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [البقرة : 29]، ثم يفصل الله ذلك تفصيلا ويبين الأطوار والتوقيتات { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ / وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ / ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ / فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } [فصلت : 9-12].
ملحوظة : خلق الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض ليس بمعنى الفطور فقط ( مدة الصنع ) وإنما فطور وتطور حتى الهرم ( بمعنى العمر كله )، أي أنه ليس مرحلة بدء الخلق فقط ( النشأة / الولادة ) وإنما دورة الحياة بكل ما فيها من أطوار، والدليل أن سياق الآيات السابقة أن المسألة مسألة تطور خلق وليس خلق في لحظة، وإنه مقسم لعدة مراحل، وسيتأكد لكم ذلك عند قراءة { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ } [فصلت : 9]، هذا يعني أن خلق الأرض في يومين وليس في ستة أيام، فهل يعني ذلك أن هناك تضادا ؟ كلا، ولكن مراحل الخلق بمعنى مراحل الحياة، ودليل أخر { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا } [فصلت : 12]، واضح من الآية قضاء السماوات وتقسيمهم في سبع سماوات في يومين وليس خلقهم، وهذا تأكيد أخر على أن المسألة ليست خلق بمعنى مرحلة الإنشاء وإنما خلق بمعنى مدة وجود الخلق من تطور وتحور وأقسام ومراحل ...
معنى ذلك أن تقسيم زمن ( خلق ـ حياة ـ دورة ـ تطور ) السماوات والأرض كان كالتالي:
1- يومان لخلق الكوكب ككتلة من اللهب يغلفه سماء من دخان رهيب ( ملياران من السنين ).
2- يومان آخران بالإضافة لليومين الأولين ( إجمالي أربعة أيام ) لبرود القشرة الأرضية ولتقدير الأقوات والأرزاق والمعادن ورسو الجبال ..إلخ .( إجمالي أربعة مليارات من السنين ).
3- يومان لتسوية السماوات ( ملياران من السنين ) = ( إجمالي ستة مليار عام ).
= إجمالي الأيام الست، ثم مرحلة الموت وهي اليوم السابع أي يوم القيامة ( سبعة مليارات عام ).
لقد أكد علماء الفلك على أن الأجرام السماوية لا تنشأ في طرفة عين، وإنما يستغرق الأمر مليارات السنين، فهنالك دورة حياة من ولادة وشباب وتطور ونشاط وهرم وموت، إذن مدة خلق وحياة وتطور كوكب الأرض والمجموعة الشمسية حتى وقتنا الحالي ستة مليار من السنين.
وخلق الأرض استغرق أياماً ( بمعنى أحقاب متعاقبة )، حيث تم تزويد الأرض ومدها بما تحتاج لحياة البشر { وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [النحل : 15]، وتعني أن الجبال ( وليست البراكين والتلال ) كانت سابحة في الفضاء وألقيت على الأرض في أماكن محددة لتحفظ توازنها، أيضاً { وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ } [المؤمنون : 18]، وتوضح أن المسألة ليست المطر الحالي فحسب بل المياه هبطت على الأرض من المخازن الكبرى التي اكتشفوها سابحة في الفضاء، فسكنت الأرض بمعنى كوكب الأرض لأن مطر السحاب يسكن الأرض سواء اليابس أو البحار ولا يخصص له لفظ الأرض فقط، وبالتالي فالمقصود هو كوكب الأرض ككل، ونزول الماء بقدر هذا ما أذهل العلماء حيث أي مقدار زائد أو ناقص كفيل بتغيير وجه الأرض بالكامل، أيضاً { وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ } [لقمان : 10]، تعني أن لله مخازن لأصول الخلق وبث ( أرسل ) عينات منها للأرض كمسألة خلق آدم مثلا الذي خلق في الجنة ثم أرسل إلى الأرض، { وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } [الحديد : 25]، والحديد معروف علميا أن تكونه كمادة يحتاج لحرارة أربعة أضعاف قوة حرارة شمسنا مما يوضح أنه خلق في مكان آخر ليس خارج الأرض فحسب بل خارج المجموعة الشمسية بأسرها ثم أنزله الله إلى الأرض.
وكل ما سبق إنما يوضح أن الأرض أخذت في البرود واستقبال مقومات الحياة من مخازن عظمى في أماكن نجهلها.
فرض الحساب والاجتهاد
رغم انعدام ما يملكه الصحابة الكرام من وسائل تقنية لم تكن متوافرة لأهل الماضي، إلا أنهم اجتهدوا بما توافر لديهم وخاضوا في مختلف العلوم، فلماذا اجتهدوا ؟ أليسوا أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم منا وفهموا أن ذلك واجبا مفروضا على الجميع ؟ وما من شك في أن الله فرض علينا التعلم والحساب والاجتهاد لتبين الحقائق فليقرأ القرآن ويستخرج منه كم عَظَّم الله العلماء وحث على العلم، وكم تكرر ذكر الأزمان والأعمار والحساب في القرآن ومدة الخلق في ستة أيام وبالتفصيل، وكمثال واحد فقط من عشرات الأمثلة ، تقول الآية: { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } [الإسراء : 12]، وهذا مثال واحد من عشرات الأمثلة في القرآن الحكيم، ولا ننسى الآية الشهيرة { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ } [يس : 39].
مدة اليوم في القرآن (ألف سنة ـ خمسين ألف سنة ـ ألف مليون سنة):
إن مقاييس اليوم تختلف من مكان لمكان، ومن زمان لزمان، ومن موضوع لآخر { وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } [الحج : 47]، { تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } [المعارج : 4]، واليوم في كوكب الأرض طوله 23:56:04 ساعة، أما في الماضي عندما بدأت ككتلة من اللهب وبسبب خفة وزنها عن الوقت الحالي فقد كانت مدة اليوم4:00:00 ساعات فقط ، ساعتان للنهار وساعتان لليل، يوم عطارد طوله 1416:00:00 ساعة، يوم الزهرة طوله 5832:00:00 ساعة، ويوم المريخ طوله 24:37:23 ساعة، ويوم المشترى طوله 9:50:23 ساعة، ويوم زحل طوله10:14:00 ساعة، يوم أورانوس طوله 11:00:00 ساعة، ويوم نبتون طوله 16:00:00 ساعة، ويوم بلوتو طوله 123:00:00 ساعة، يتضح إذا أن اليوم يختلف من مكان لآخر في نفس الزمان، ومن زمان لآخر في نفس المكان، ومن موضوع لآخر، وهكذا..
ورقم 19 المميز في القرآن { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } [المدّثر : 30] اكتشفنا أن حجم وعمر الكون يقارب 19 ألف مليون عام ( لاحظ المضاعف ألف مليون عام بمعنى مليار من السنين )، فعلى ما يبدو أن يوم من أيام الخلق يساوي مليار عام وذلك تساويا وتماشيا مع أرقام الكون الفلكية حيث تشكلت المجموعة الشمسية في ستة مليارات عام، ولكن لاحظ أن المضاعف مليار عام لم يذكر في القرآن والسنة النبوية ليس فقط رحمة بعقول أهل الماضي وإنما أيضاً لعدم معرفتهم بتلك الأرقام التي اخترعناها فيما بعد كالمليون والمليار والتريليون والتريليار والكوادرليون والكوادرليار والديشليون والديشليار، وإن كانت الآيات ذكرت أيام، والأحاديث قربتها إلى آلاف السنين. واضح.
تمهيد الأرض
يقول الله عز وجل { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } [الأعراف : 56]، فإصلاحها أن هيأها الله ليستطيع ابن آدم الحياة فيها، السماء الدخان حولها الله لسماء غازية، وقسمها لسبعة طبقات لكل منها وظائف محددة، ويقول عز من قائل { لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [غافر : 57]، بمعنى أكبر حجما وعمرا، وإن كان أكثر الناس لا يعلمون، بمعنى أنهم مغترون وينسون أنهم لا يساوون شيئا بالمقارنة مع مخلوقات الله الأخرى، وقد سويت الأرض ومهدت تماما وأصبحت ملائمة لاستقبال آدم ونسله في زمن مقداره 6 مليارات من السنين [ الستة أيام ] وجاء الإنسان في آخر لحظاتها، فلاحظ أننا مخلوقين من الأرض { إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ } [النجم : 32]، وقد خصص الله الأرض لنا { وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ } [الرحمن : 10]، وأصبحت مقرا لنا { هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } [هود : 61]، ومهدت لنا تماما { وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ } [الحجر : 19]، { وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ } [الذاريات : 48]، { وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً / لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً } [نوح : 19-20]، { وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } [الأعراف : 10]، حتى القارات لم تتخذ شكلها الحالي وتحولت من قارة " البنجيا " إلى السبع قارات كما نعرفها اليوم إلا منذ 200 مليون عام فقط، وذلك بعد 5800 مليون عام من نشأة الأرض، أي في آخر 3 % فقط من تاريخها، أما الإنسان فقد جاء في آخر الزمان قبل النهاية مباشرة، وللتقريب للذهن فإذا كان عمر الأرض يوم واحد فقط من أيامنا الحالية، فإن عمر الإنسان هو آخر ثانية ونصف .. فقط !!!! أما بعثة النبي فكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( بعثت أنا والساعة وإن كادت لتسبقني ) أخرجه أحمد والطبري بإسناد حسن من حديث بريدة، ولذلك دهشت الملائكة { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } [البقرة : 30]، أي بعد كل هذا التحول والتطور والإصلاح في الخلق يأتي من يفسد فيها ! فرد الله { إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } ، ألا يكفي أن تتشرف الأرض بواحد كالحبيب محمد بن عبد الله ؟ بل سخر الله كل ذلك من أجل الإنسان { وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الجاثية : 13]، بمعنى أن كل ذلك مخلوق ومسخر للإنسي كما تذكر الأحاديث القدسية ( يا ابن آدم خلقت كل شيء من أجلك وخلقتك من أجلي ... ) وذلك ليستطيع أن يحيى على كوكب الأرض، حيث أن الإنسي يحتاج لهذه التطورات لأنه من طين وليس من نار كالجني أو من نور كالملائكة، مع أمر من الله بتعمير الأرض وليس إفسادها { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا } [الأعراف : 56]، وأيضا الآية 85 من نفس السورة، ولكن الملعون إبليس اشتط من المخلوق الجديد المكرم، فلم يكتف بالتعجب والانصياع كالملائكة بل حقد وكفر، أما اليوم السابع ( بالنسبة للقرآن ) أو الألف عام السابع ( بالنسبة للحديث النبوي واختلاف الصحابة في الفرق بين6000 و7000 سنة حيث مضى ستة آلاف فما هو الألف السابع الباقي ) إنما هو يوم القيامة ( حتى تتم وتكتمل الجمعة / الأسبوع كما أشار ابن عباس حبر الأمة ) ويطول بناء على ذلك يوم القيامة إلى مليار عام، وكما ورد في الأحاديث أن الناس تدعو الله للفصل بين العباد وإدخالهم النار ( !! )، وذلك من طول موقف يوم الحشر { أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ / لِيَوْمٍ عَظِيمٍ / يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [المطففين : 6]، وقد اختلف العلماء في مدة يوم القيامة، فمنهم من قال أنه في ألف عام، ومنهم من قال بل خمسين ألف عام لأن من الناس من يعبر الصراط وحده في 2000 عام، وأعتقد تماما أنه يطول إلى مليار عام طبقا للسنن الفلكية، هذا والله أعلم.
ملحوظة هامة:
يزعم علماء الفلك أن عمر الشمس هو 5 مليار عام، والأرض 4.5 مليار عام، والأصل ما جاء في القرآن من ستة أيام، فسرها المفسرون بأنها حقب ودهور طويلة، إذن هي 6 مليار عام، ولكن يخفي ذلك علماء الفلك الغربيين حيث أنه لن يعتبر فقط نصرا للإسلام بل هزيمة نكراء للتلمود المفسر للتوراة اليهودية التي تزعم أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام كأيام الدنيا الحالية لدينا الآن 23 ساعة و56 دقيقة و4 ثوان !! وأنه استراح ( حاش لله وتعالى علوا كبيرا عما يقولون ) في اليوم السابع وهو يوم السبت، ويتغافلون عما اكتشفه علماء الفلك وورد ذكره في القرآن من أن مدة دورة كوكب الأرض حول محوره ( اليوم ) كانت عند بدأ الخلق 4 ساعات فقط !!
أما بالبحث ما بين السطور لاستخراج الحقائق التي يراد إخفاؤها فقد ورد بجريدة الخليج عدد رقم 7466 يوم الخميس 28/10/99 تحت عنوان " الحياة أكبر بمليار سنة عن عمرها المعروف " أن عالم الجيولوجيا " أوموتو " من جامعة " بين ستايت " في كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية " ذكر أن عمر صخور " لاتريت " هو مليارين من السنين، وهذا يعني أن الغلاف الجوي تكون منذ مليارين من السنين، حيث أوضح أنه حتى تتكون طبقة " اللاتريت " يجب أن تتوافر عناصر عضوية وجو ملئ بالأكسجين، مما يعني أنه منذ ذلك الزمن ( مليارين من السنين ) كان المحيط الهوائي ( الغلاف الجوي ) قد نشأ ( بمعنى تحول من دخان إلى هواء ) ليتوافر الأكسجين حراً طليقا حتى يدخل في تركيبات صخور " لاتريت " ).
حيث كان العلماء يعتقدون بأن الغلاف الجوي قد نشأ حديثا جدا منذ زمن قريب فقط، أما العامة فيعتقدون أن الغلاف الجوي كهواء نشأ مع نشأة الأرض ولا يفرقون بين النشأتين.
وما يهمنا هو عمر الغلاف الجوي الذي أوضح ذلك عمر صخور " لاتريت " وهو مليارين من السنين (بمعنى يومين) لنتذكر قول الله على تحور السماء في يومين { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ } [فصلت : 12]
ونعيد تفسير الآيات كما فسرناها في أول هذا الفصل بأن الله سبحانه وتعالى خلق كوكب الأرض ككتلة لهب مع سماء دخان في مليارين من السنين ( يومان )، واستمر تشكيل العناصر والمواد من ماء وجبال وحديد وأوكسجين وغيرهم لمدة استمرت ملياران آخران من السنين ( إجمالي أربعة أيام ) حتى بردت القشرة الأرضية وتشكلت الطبقات السبع للأرضين ورست الجبال وثبتت الصفائح القارية، ثم تم تشكيل الغلاف الجوي بتقسيماته السبع على مدى الملياري عام الأخيرة ( يومان ) حتى صار سبع طبقات سماوية، وبذلك يصبح المجموع ستة مليار عام ( ستة أيام ).
{ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ / وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ / ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ / فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } [فصلت : 9-12]، والمسألة ليست أيام كأيامنا الحالية 24 ساعة ، وإنما مليارات السنين.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت مايو 04, 2013 11:27 am من طرف عبدالحميد القرش
» التطوُّر الإنساني وضرورة التحول الروحي
الأحد أبريل 08, 2012 6:37 am من طرف Admin
» العقل والروح في الفلسفة اليوغية ... كيف علينا إدراكها ؟؟
الجمعة أبريل 06, 2012 6:41 am من طرف Admin
» فلسفة وأسرار اليوغا العميقة ... ( الجزء الثالث )
الجمعة أبريل 06, 2012 6:32 am من طرف Admin
» فلسفة وأسرار اليوغا العميقة ( الجزء الثاني )
الجمعة أبريل 06, 2012 6:30 am من طرف Admin
» معجزة اللاشعور ـ النوم والتنويم والأحلام
الجمعة أبريل 06, 2012 6:25 am من طرف Admin
» التنويم المغناطيسي عبر العصور ... ماذا تعرف عنه
الجمعة أبريل 06, 2012 6:23 am من طرف Admin
» كيف نفهم وندرك التنويم المغناطيسي والإيحائي الذاتي ...
الجمعة أبريل 06, 2012 6:21 am من طرف Admin
» ماذا نعرف عن التنويم الايحائي...والعلاج بالإثحاء
الجمعة أبريل 06, 2012 6:20 am من طرف Admin